ولوضع إستراتيجية عمل شاملة لمواجهة الحالات المعقدة كجائحة فيروس كورونا المستجد، يتطلب الأمر الإجابة عن أسئلة تتمحور حول أربعة أبعاد: البعد المالي، والاستراتيجي، والتنظيمي، والتشغيلي.
وفي أغلب الحالات بالنسبة لقادة الرياضة في مجالنا الرياضي، يصب جل تركيزهم المباشر في العمل على البعد المالي والتشغيلي، إلا أن التخطيط يشكل نفس القدر من الأهمية لاسيما التخطيط المستقبلي لما بعد الجائحة، وإعادة تنظيم أو تصميم الاستراتيجية، وضمان توفير الرفاهية المستمرة لكل الموظفين، والتحضير الجيد للعودة السلسة إلى العمل.
البعد المالي:
يتعين على الزعماء أن يعالجوا المخاوف المالية من منظور إدارة التكاليف والحفاظ على العوائد المالية. والهدف من ذلك هو ضمان استمرارية الأعمال، ودعم الاستقرار بعيد المدى، والحفاظ على العلاقات، والمشاركة مع الشركاء التجاريين كالرعاة، وهيئات البث، ودعم الكيانات الضعيفة. كما أن التخطيط المالي القوي المدعوم بتحاليل قائمة على الحقائق تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من أهلية الدعم الحكومي حيث يشكل هذا التخطيط أساس التقييم لخيارات إعادة الهيكلة المالية.
البعد الاستراتيجي:
ومع بداية ركود الجائحة، ستلعب الاعتبارات الاستراتيجية الرئيسية واستكشاف الفرص الجديدة دوراً مهماً، خصوصاً للمنظمات الرياضية، حيث سيتضمن ذلك ما يلي: تطوير التغيرات السياسية في جانب الصحة والسلامة، كضمان القدرة التنافسية المستمرة للرياضيين والفرق، وضمان استمرار السعي خلف تحقيق الفرص في جانب الرياضات النسائية والمجتمعية، وتقييم نهجها في التعامل مع الحركة الرقمية، والرياضات الإلكترونية وطريقة عرض عروضها للمستهلكين، وذلك بالنظر في الدور الأهم التي تلعبه في تحقيق نتائج صحية ومحسنة، إضافة إلى إظهار دوراً أكبر في الجانب الرياضي والنشاط البدني على صعيد المجتمع.
البعد التنظيمي:
يجب أن تكون الأولوية هي الحفاظ على سلامة فرق العمل، والتركيز على انشغالهم بعملهم، وإنتاجيتهم بل يجب أن تكون الأولوية الرئيسية دائمًا. ويعتبر ذلك أكثر أهمية بعدما دخلنا عصراً جديداً حيث أصبح العمل عن بُعد أكثر انتشاراً وبدأت الطريقة التي كنا نعمل بها بشكل كبير تتغير، والتي بدورها ستقودنا إلى الحاجة إلى تطوير المهارات، والسلوكيات الجديدة، وإعادة توزيع المهام الوظيفية، وقد تكون هناك أيضا ضرورة ملحة لإدخال التغييرات الهامة في السياسات العامة وضمان قدر أكبر من الشفافية والاتصال ضمن إطار المنظمات وفرق العمل.
البعد التشغيلي:
يعُتبر الحفاظ على التميز التشغيلي أو حتى تحسينه والقدرة على الحفاظ على العملاء وإشراكهم بشكل فعال، عاملاً رئيسياً في تحديد النجاح في الوضع الراهن والمستقبلي بالنسبة لقادة الرياضة، وسيشمل هذا التميز التشغيلي القدرة على العمل مع الشركاء الآخرين، والجهات المعنية، والشركات الموردة لخلق الظروف المناسبة لتحسين الكفاءة والفعالية، على سبيل المثال الحفاظ على مرافق ذات الجودة العالية، وتنفيذ الفعاليات ذات الدرجة الأولى، وتوفير حلول متكاملة حديثة لبيع التذاكر والأمور المتعلقة بالضيافة. وهذه فرصة أيضًا لإضفاء تغيير كامل وجذري نحو ضمان ولاء العملاء ومشاركتهم، مع تقديم المزيد من الابتكارات حول البرامج والعروض المدعومة بالتقنية، والأدوات، والأنظمة، والبيانات، والرؤى الحديثة.