كان توماس فلورو -مدير المشروع- مؤخرًا جزءًا من حلقة نقاش حول "ربط النجاح العالمي والميداليات بالمجتمع لإلهامه ومشاركته وتشجيعه على المشاركة بشكل الأكبر" في مؤتمر الرياضة الوطني في أستراليا.
وعمل توماس في السنوات الأخيرة في خدمة الوزارات والاتحادات الرياضية وحكومات المدن حول العالم والعمل على تصميم الاستراتيجيات لزيادة المشاركة المجتمعية والنشاط البدني والاستفادة منها. وكان أحد العناصر الرئيسية لهذا العمل هو طرح مسألة الاستثمار في المبادرات المجتمعية من خلال إظهار القيمة التي يمكن أن يتم توليدها من المنظور الصحي والاجتماعي والاقتصادي ومن منظور الأداء، وذلك من خلال النظر في "نماذج العائد على الاستثمار الاجتماعي" المصممة بناءً على البيانات. كما يدير توماس برنامج "المواطنون النشطون في جميع أنحاء العالم" على مستوى العالم، وهو عبارة عن تعاون المدن المتعددة للاستفادة من البيانات ومشاركة الخبرات لفهم النشاط البدني في المدن وإثراء السياسات لإحداث التغيير المستدام.
المقدم: توماس! لقد شاركت مع بعض المنظمات الرياضية الرائدة في العالم، وبعض أكبر العلامات التجارية في مجال الرياضة مثل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، لذلك أطلعنا على أهم الأولويات التي يجب أن نأخذها في عين الاعتبار اليوم إذا أردنا استخدام الفعاليات العالمية الكبرى أو نخبة الرياضيين لتحفيز المشاركة بشكل أكبر؟
توماس فلورو: بالتأكيد! سوف أحاول تلخيص بعض الدروس الرئيسية من الوقت الحالي بالإضافة إلى تجربتي في هذا المجال، ولكن أود قبل ذلك الرجوع قليلاً إلى موضوع نخبة الرياضيين الذين يلهمون المشاركة الجماعية.
تحدثنا خلال المناقشة في المؤتمر عن قيمة المشاركة الجماعية، وهو أمر واضح تمامًا، لأن هناك بعض النماذج الثابتة التي تُظهر أن الأشخاص الأكثر نشاطًا ينتجون قيمًا اجتماعية وصحية واقتصادية. نحن نأخذ كثيرًا بعين الاعتبار رياضات النخبة وقيمة النجاح. فماذا يعني الحصول على الميدالية للفخر الوطني؟ وماذا تعني البطولة الناجحة من حيث السياحة والبث التلفزيوني وفرص الرعاية الأخرى؟
ولكن الجانب المفقود في الحديث عن الرياضة كنظام ومجال واحد، هو كيفية ترابط هذان النظامان. وكيف توفر المشاركة الجماعية مجموعة من المواهب التي يمكنها في المستقبل أن تغذي النجاح على مستوى النخبة؟ والعكس صحيح، وهو محور نقاش اليوم، ما هي قيمة رياضة النخبة للمشاركة الجماعية؟
وأهم جزء في هذا الموضوع هو تعريف المشكلة. وتُظهر الكثير من الدراسات نتائج غير حاسمة، وذُكر أيضًا أن الفعاليات لها تأثير سلبي على نشاط الأشخاص حيث أنها لا تلهم الناس للمشاركة. وهذا لأنه غالبًا ما تتم الدراسات بطريقة يُفترض فيها أن الناس سوف يبنون عادات دائمة فقط بناءً على مشاهدتهم أو حضروهم حدثًا أو فعالية من الفعاليات. ولذلك نحن نفترض أن حدثًا ما، أو قصة نجاح رياضية، سوف تجعل الناس نشيطون على المدى الطويل، ولكن في الحقيقة هناك المزيد من العوامل التي تلعب دورًا في ذلك.
مثلاً هناك أمثلة توضح أن نجاح النخبة يمكنها أن تؤدي إلى ارتفاع الطلب ولكن هذا لا يعني بالضرورة تحقيق التأثير طويل المدى على المشاركة. مثلاً بعد فوز فرنسا بكأس العالم عام 1998، تم تسجل أكثر من 200 ألف لاعب في العام التالي. ولكن لم يحدث ذلك على المدى الطويل ولم تكن هناك نفس الزيادة في عدد المشاركين المنتظمين في كرة القدم. لذلك، هل يمكن أن نقول أن كأس العالم فشل في إلهام الناس في الرغبة في ممارسة الرياضة أو جذب المزيد من الأشخاص الراغبين في العودة إلى كرة القدم؟ أم هو فشل النظام في استيعاب هذا الطلب المتزايد وتوفير الفرص المناسبة للأشخاص للمشاركة؟
وهنا يكمن السبب في أن مفاهيم تعريف النجاح والقياس يجب أن تكون من أولويات كل عمل والمناقشة حولها. يجب أن يكون أي حدث كبير قادرًا على قياس "الدلتا" من حيث الطلب الذي يمكن أن يعزى إلى هذا الحدث المحدد أو قصة نجاح النخبة.
المقدم: وكن مستعدًا لذلك، لأن قصصًا مماثلة من الألعاب الأولمبية في سيدني 2000 أظهرت صعوبة مطابقة العرض مع الطلب. ولذلك عندما نفكر في إقامة كأس العالم 20 لكل من الرجال والنساء، فمن المهم أن يكون النظام البيئي جاهزًا لزيادة الطلب وأن يكون قادرًا على تقديم تجارب أفضل.
توماس: بالضبط! أعتقد أنه تم التطرق إلى الكثير من عوامل النجاح الرئيسية في زيادة قيمة أي فعالية أو نجاح النخبة في تعزيز المشاركة الجماهيرية في هذا الوقت الحالي.
تعتبر فكرة استهداف المجتمعات وتجنب استراتيجيات "المقاس الواحد المناسب للجميع" أمرًا بالغ الأهمية للتنفيذ الناجح. ويعتبر عمل "المعهد الأسترالي للرياضة" في "بروكن هيل" مثالاً جيدًا. وقد تضمن على إجراءات في منطقة معينة لإشراك الشباب في المدرسة الثانوية للفئة التي تواجه مشكلة محددة من ناحية الصحة العقلية. لذا فإن استخدام الرياضيين لإلهام هذا المجتمع كان يستهدف احتياجات هؤلاء السكان حول بناء الثقة ومشاركة القصص الملهمة. كما يجب أن نسأل أنفسنا، كيف نستفيد من رياضات النخبة لاستهداف مجتمعات معينة بدلاً من المحاولات العامة لإلهام الناس؟
ويتعلق عامل النجاح الثاني -الذي كان صحيحًا في كلا العرضين التقديمي- بإنشاء الخبرات. ولا يتعلق الأمر برؤية الأشخاص للوحات الإعلانية فقط، ولكن شعورهم بأنهم جزء من الفعالية، والنجاح، والحصول على هذه الميدالية. يعد إنشاء التجارب الفردية أمرًا ضروريًا ليكون لها تأثير دائم على المشاركة.
ويتعلق عامل النجاح الثالث بالنقطة السابقة، وهي ضرورة الاستعداد للنجاح. ونعني بهذا أن تكون للأحداث والفعاليات رؤية واضحة - ما الذي نحاول تحقيقه في الحقيقة؟ كانت تهدف بطولة كأس العالم للكريكيت التي انتهت قريبًا إلى إشراك مليون طفل من سن 5 إلى 12 عامًا؛ فلقد كانت رؤيتها وتركيزًا واضحة جدًا، مما سمح لهم بالقياس والمراقبة والقدرة على القول إن الهدف قد تم تحقيقه.
ولكن هذا يجب أن يكون مصاحبًا مع الاستعداد للنجاح. كيف نتأكد من أنه إذا شارك مليون طفل، وكان نسبة من هؤلاء يرغبون في لعب الكريكيت، فنحن على استعداد لتلبية هذا الطلب المتزايد؟ وكيف يمكننا التأكد قبل الحدث من أننا نخطط لتحقيق النجاح؟
المقدم: والمحافظة عليه وتقليل التوتر الذي يحدث في الرياضة!
الفريق:
نيكول ليفينجستون "أو إيه إم" - سباح أولمبي سابق ومعلق رياضي
المتحدثون:
توماس فلوروت، مدير مشروع - شركة بورتاس كنسولتنج
آدم وولنو، مدير المشاركة، رفاهية ومشاركة الرياضيين - المعهد الأسترالي للرياضة (AIS)
سونيل مينون ، مدير المشاركة المجتمعية - المجلس الدولي للكريكيت كأس العالم 2020
أندرو أولوغلين، مدير الإدارات - "شركة إكسبيرينس ديزاين"