حددنا ثمانية اتجاهات ستشكل المجال التجاري في السنوات المقبلة حيث يتوقع نمو سوقًا قويًا ولكن يعتبر الإبداع والابتكار من الأساسيات لنجاح هذا السوق.
ومن خلال دعمنا للعملاء المشاركين في الجانب التجاري من الرياضة، لاحظنا تغيرات سريعة في المجال الرياضي. وسنذكر فيما يلي 8 اتجاهات من شأنها أن تشكل المجال التجاري في السنوات المقبلة.
- تستمر الرعايات بالنمو دائمًا في المجال الرياضي، حيث بلغت نفقات الرعاية العالمية ما يقارب 62 مليار دولار في عام 2017، أي ما يعادل 1.8 ضعف الإنفاق في عام 2010 (35 مليار دولار). وتعززت الرعاية على نمو منصات الإعلام الرقمية، والتنمية الاقتصادية في الأسواق الناشئة، وتغيير العادات الاستهلاكية التي تمكن من تنمية الحقوق والمنتجات جديدة، ودخول عوامل ومتنافسين جدد إلى السوق. وقد قفزت شركة هيونداي من المرتبة الثامنة والخمسين إلى الخامسة عشر في أعلى قائمة أكبر المستثمرين في الرعاية من العام 2014-2015 (بقيمة تقريبية تصل إلى 85 مليون دولار سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها)، وقد طورت شركة أوبتوس محفظة رعاية كبيرة في أستراليا حيث بدت من الصفر ووصلت إلى (36 مليون دولار سنوياً) خلال عامين فقط.
- ارتفاع نسبة شراء الحقوق الإعلامية الممتازة والإعلام غير التقليدي: فقد شهدنا أكبر نمو لقيمة الحقوق "الممتازة" وانخفاض قيمة الحقوق "غير الممتازة". وقد ارتفعت القيمة الإجمالية للفعاليات الممتازة بنسبة 33%، وارتفعت بعض الحقوق المحددة كالدوري الإنجليزي الممتاز بنسبة غير معقولة حيث وصلت إلى 50% أي 8.3 مليار جنيه إسترليني في عام 2016. ومع هذا، إلا أن هذه الحقوق تُعتبر مهددة من قبل وسائل الإعلام غير التقليدية، ولا سيما وسائل الإعلام الاجتماعية والرقمية حيث تبين أن هنالك نمو كبير في هذا الجزء من الإعلام. ففي موسم 2016- 2017 في كرة القدم الأمريكية، بث موقع تويتر بثاً مباشرًا لـ 10 ألعاب رياضية حيث حقق حوالى 3.5 مليون من المشاهدين. إضافة إلى ذلك، تُعتبر هذه الحقوق مهددة أيضاً بسبب قلة عدد المشاهدين والتي ستثير تساؤلات حول مدى استدامة وسائل الإعلام الإذاعية على المدى البعيد ووسائل الإعلام الجديدة الأخرى في المستقبل.
- انخفاض التمويل العام المقدم لمجال لرياضة: انخفض إجمالي الاستثمار في الرياضة المجتمعية ورياضة النخبة في العديد من الألعاب الرياضية ومن المرجح أن يستمر الانخفاض في المستقبل. كما فقدت الجهات الصغيرة تمويل الرعاية الذي كان يقدم لها (على سبيل المثال الهيئة البريطانية للتجديف ورعاية سيمنس) والذي جعلهم يتوجهون إلى سبل إبداعية للبحث عن التمويل. وإحدى هذه النماذج كانت هيئة سوشل إمباكت بوندز والتي دخلت السوق الرياضي عن طريق صندوق التأثير الرياضي: وقد استفادت رابطة ستريت (إحدى الجهات الرائدة في المملكة المتحدة المختصة في التوظيف والأعمال الخيرية) من هيئة سوئل إمباكت بوندز في جمع أكثر من 600 ألف جنيه إسترليني بنجاح.
- تغيير سلوك المستهلك: كل ما يرغبه المشاهد من تجربته هو إحداث التغيير المطلوب حيث أثبت ذلك نمو بعض التجارب التي اعتبرت الأكثر جذباً للجمهور لحضور ومشاهدة اللعبة في الملعب مقارنة بتجربة المشاهدة المحسنة في المنزل. كما بدأ اختيار المستهلك في الجانب الرياضي يتغير أيضا، فمع النمو السريع الحاصل في الألعاب الرياضية وفي الفعاليات كفعاليات الرياضات الإلكترونية، والألعاب ذات الأشكال الرياضية الصغيرة، والألعاب الرياضية القتالية (تبين ارتفاع نسبة اهتمام العالم بسجالات الفنون القتالية بنسبة 18% من عام 2012 أي ما يعادل مجموعه 348 مليون شخص). وأخيرا، بدأ الناس بتغير طريقة مشاركتهم في الرياضة مع وجود نمو في المشاركة الفردية وغير الرسمية (بنسبة تصل إلى 30% في السنوات العشرين الماضية) وذلك على حساب المشاركة في الرياضات الجماعية.
- الابتكار في العروض: أصبح أصحاب الحقوق الممتازة أكثر إبداعاً في سعيهم لتحقيق القيمة المرجوة، الأمر الذي جعلهم يبتكرون باقات من الحقوق منقسمة حسب الفئة والجغرافيا. وقد سيطر فريق مانشستر يونايتد لفترة طويلة على هذه المساحة مع 65 شريكًا رسميًا في مختلف المناطق الجغرافية والفئات المذكورة أنفاً، كما أن الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020 أخذت زمام الأمور إلى مستوى آخر مع عدة شركاء آخرين في نفس الفئة. كما أنه جارٍ ابتكار صفقات وعروض جديدة في الوقت الحالي. إضافة إلى أن المزيد من شركات برامج المسؤولية الاجتماعية تستفيد برامجها من الرياضة (على سبيل المثال يقدر استثمار برنامج كوكاكولا عشرين مليون جنيه إسترليني لتنشيط مليون شخص)، كما أننا نشهد حالياً استفادة الرعايات من الملاعب لحضور علاماتها بشكل أكبر من الاستفادة لحضور علاماتها على القمصان التقليدية.
- والشركات دائماً ما تبحث عن سبل جديدة لرفع قيمتها من خلال الرعاية: فسوق الرعاية أصبح أكثر ازدحاما وتنافسياً من أي وقت مضى. كما أنه لا يكفي وضع الاسم أو العلامة في خدمة مساتر كارد لإعادة الاتصال والتي تشكل (24%) من مشجعي الدوري الأمريكي لكرة المضرب على الرغم من مشاركة الشركة في هذه الرياضة لمدة عشرين عاما. إذ يتعين على الرعاة أن يصبحوا أكثر إبداعاً في تصميم الحقوق الرعائية وتنشيطها لتحقيق الحقوق المرجوة بشكل مباشر وأن يشكلوا صلة مباشرة وعاطفية مع المستهلك. وقد كانت التقنية إحدى الأدوات القوية في تمكينها لهذا الميزة، كما أننا أصبحنا نرى حالياً استخدام الواقع الافتراضي (كالجاكوار، وسامسونج، وما إلى ذلك) إضافة إلى الاستفادة من أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي (آي بي إم).
- تُعتبر الأدوات المعيارية، والقياس، والمسؤولية أكثر أهمية من أي وقت مضى: فمع ارتفاع نسبة التنافسية في السوق، أصبحت الأدلة التي تستند على بيانات العائد على الاستثمار والتعقب الشامل لممتلكات الرعاية لقياس الأداء أمراً لازماً. وفي الوقت الحالي، لا يقيس مستوى التأثير من الرعاة إلا 11% منهم (ونحو نصف هؤلاء الرعاة من يقومون بعمل ذلك بشكل جيد)، إلا أنه يُتوقع زيادة هذا الرقم مع زيادة مسؤولية زملاء العمل واستخدام الأدوات المعيارية والقياس لتحسين أداء أصولهم الرياضية.
تنظيم أقوى: تفرض الجهات التنظيمية المالية قيوداً أكثر صرامة على المستفيدين من خدمة الضيافة المتعلقة بخدمة ترفيه العملاء. ولذا، يتعين على هذا المجال من الصناعة التفكير بشكل إبداعي في كيفية بيع أماكن الضيافة، وخلق قيمة للرعاة في إطار بيئي منظم، على سبيل المثال، من خلال الاستفادة من الفعاليات الرياضية كفرصة لهم في عرض منتجاتهم. ومع ذلك، فإن بعض الجهات الرئيسية الراعية تنسحب ببساطة نتيجة لعدم توفر ذلك ولذا يستوجب على هذا المجال من الصناعة ابتكار هذا المنتج التقليدي.