تساهم سباقات الخيل مساهمة كبيرة في اقتصاد المملكة المتحدة, لا سيما وأنها تشكل ثاني أكبر رياضة جاذبة للمشاهدين في البلاد، حيث يصل عدد كادر موظيفها لأكثر من 20,000 موظف, وتحقق عوائد تصل لـ 4.1 مليار جنيه إسترليني للاقتصاد البريطاني. إلا أن آثار جائحة فيروس كورونا قد حتمت على قادة المجال إيقاف السباقات في السابع عشرمن مارس/آذار لوضع خطة عمل شاملة تعالج التحديات المالية والترفيهية التي يواجهها المجال في الوقت الراهن. وتشمل هذه العملية: استخدام أموال المجال استخداماً فعالاً للتخفيف من الآثار المالية الناجمة على أصحاب المصلحة؛ ولوضع خيارات للعودة إلى السباقات والمنافسات في الوقت المناسب من خلال ضمان التواصل المتكرر مع المشاركين في هذا المجال, ووضع دراسة مقنعة للحكومة تدرس الآثار الاقتصادية الناجمة عن هذه الجائحة.
وقد وضع فريق مجال سباقات الخيل البريطانية خطة قائمة على ثلاث أجزاء لمواجهة آثار جائحة فيروس كورونا: المواجهة, والاستئناف ,والعودة. أولاً، المواجهة ونعني بذلك مرونة واستجابة السباقات البريطانية في تأدية دورها وفقاً للإرشادات الحكومية ببذل الجهود الوطنية في حل الأزمة ومعالجة الاحتياجات العاجلة في دعم رفاهية الشعب والخيول على حد سواء. كما أن الفريق يتفهم أيضاً أهمية الاستئناف السريعللسباقات ؛ فهو يعمل حالياً على وضع استراتيجيات مبتكرة من شأنها أن تجذب مزايا للشركات السباقة. وقد تم رسم جميع الخطط لتكون مرنة بما فيه الكفاية للاستجابة للتغيرات المحلية في توفير الخدمات الصحية واستمرار القيود الاجتماعية والرياضية. وأخيرا، يتطلب المجال المبادرة في توفير أموال وواحتياطات لضمان استمرار أصحاب المصلحة تسليما بضرورة توفر موارد كبيرة كجزء من عمليةالعودة .
أُستمدت هذه الخطة من خمس مسارات عمل: الشؤون المالية، وشؤون الأفراد، وصحة وترفيه الخيل، ونظام إدارة الحوكمة البرامج, والاتصالات والمشاركة.
أصبحت جميع الحسابات والتفصيلات اللتي خلفتها تداعيات جائحة فيروس كورونا على التأثير الاقتصادي الرياضي معقدة. لا سيما عملية التخطيط والنمذجة للسباقات البريطانية نظراً لتعقيد مشهد مجالها وصلته الرابطة بين أصحاب المصلحة. وقد تم تشكيل عملية النمذجة تشكيلاً مفصلاً يستند على الحقائق ويعتمد على التعاون الواسع بين مختلف المجالات الرياضية, وجمع البيانات من قبل وكلاء الرهانات في سباقات الخيل والعديد من أصحاب المصلحة الأفراد, وأُجريت تحاليا تتمحور حول ثلاث سيناريوهات: استمرار السباقات مع تعليق الحضور الجماهيري، والاستئناف التدريجي، وتمديد التعليق، وقياس تأثير كل سيناريو على الاقتصاد الرياضي، وتحديد خسائر الإيرادات المحتملة على المجال الرياضي وآثارها الناجمة على مستوى أرباح القطاع وعلى كل جهة معنية.
وكانت هذه العملية الصارمة عملية أساسية لضمان المواءمة الكبيرة بين كافة الجهات المعنية في عالم السباقات حيث تشكل هذه العملية أسساً متيناً لبدء المناقشات المدروسة مع الحكومة لدعم هذا القطاع. فعلى سبيل المثال، تبين لنا هذه العملية بشكل واضح طبيعة السباقات ذات التكلفة العالية - الثابتة، وتحدد لنا التأثير الواسع الذي قد يخلفه استمرار التعليق, بل وتظهر لنا الخطر الكبير الذي يهدد نجاح العمل المباشر لبعض الشرائح كالمدربين, والمالكين, والمتسابقين ,والخيالة, والمربين.
أصبح التوصل السريع إلى الاتفاق مع مجموعة معقدة من أصحاب المصلحة لرسم خطة شاملة منخفض والسبب يعود إلى ثلاثة عوامل نجاح:
- المواجهة المنسقةمع إشراك بشكل كبير كافة المعنين في سباقات القطاع, من موظفي الرياضات المجتمعية إلى مالكي المنشأت الرياضية, والشركاء التجاريين, وكبار القادة, مما سيقدم لنا منصة قوية تساعد في عملية الاستئناف والعودة بأسرع وقت ممكن.
- التواصل مع العملاء والجهات المعنيةمن خلال بدء حوارات وإقرار بالتحديات التي تواجه سلسلة النشاطات المولدة للقيمة في المجال, مع وضع توجيه واضح لجميع المعنين في الرياضة, وتحديد الثغرات والمجالات التي تتطلب تدخلاً ودعماً حكومياً
- تخطيط وتحليل شاملان للسيناريوحيث يستندان على المعلومات المستجدة والمنسقة بشكل مركزي وعلى الفهمً الشامل للصلة الرابطة بين الجميع، مع الأخذ في الاعتبار وضع فترات زمنية لفرض القيود نتيجة جائحة فيروس كورونا ووضع شروط لاستئناف السباقات استئنافاً جزئية وكاملاً